السغروشني: المغرب يتحول من مستهلك للتكنولوجيا إلى مصمم لها ضمن استراتيجية رقمية طموحة

أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أن المغرب لم يعد يكتفي باستهلاك التكنولوجيا، بل أصبح يسعى إلى تطويرها وتصميمها، وذلك في إطار رؤية استراتيجية طموحة.
وجاء تصريح السغروشني، اليوم الاثنين بمدينة مراكش، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا المغرب 2025″، بحضور مستثمرين مغاربة ودوليين، وممثلي مؤسسات حكومية، وشخصيات وازنة من مجالات متعددة.
وأوضحت الوزيرة أن المغرب، بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أطلق استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، التي تهدف إلى إحداث تحول عميق وشامل في البنية الرقمية للبلاد، عبر اعتماد مقاربة شمولية ترتكز على ركيزتين أساسيتين: رقمنة الخدمات العمومية لتقريب الإدارة من المواطنين والمقاولات، وتعزيز الاقتصاد الرقمي من خلال دعم ريادة الأعمال والابتكار وخلق فرص شغل ذات قيمة مضافة.
وشددت على أن هذا التحول لا يقوم فقط على التصورات والرؤى، بل يتم تفعيله من خلال مشاريع وبرامج عملية ملموسة.
وفي سياق حديثها عن معرض “جيتكس إفريقيا”، أبرزت السغروشني أن هذا الحدث أصبح أكبر تجمع للتكنولوجيا وريادة الأعمال في القارة، ويعكس الأهمية المتنامية للاقتصاد الرقمي، الذي يشكل اليوم نحو 15% من الناتج الداخلي الخام العالمي، ما يعادل حوالي 6.500 مليار دولار.
وأكدت الوزيرة أن المملكة، إدراكًا منها لأهمية التحول الرقمي، تساهم بفعالية في بناء مستقبل رقمي شامل، يرتكز على الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري. وأضافت أن نحو 40% من المقاولات الناشئة المشاركة في دورة هذا العام تعتمد الذكاء الاصطناعي في صلب منتجاتها وخدماتها، ما يعكس تحولا جذريا في منظومة الابتكار.
وقد تميز افتتاح المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعرض كلمة مصورة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، وبمشاركة عدد من الوزراء، ومستثمرين، وممثلين عن هيئات حكومية، وخبراء وشخصيات من مختلف أنحاء العالم.
وتشهد دورة هذه السنة مشاركة حوالي 45 ألف شخص، وأكثر من 1400 عارض من أكثر من 130 دولة، وتقدم برنامجا متنوعا يضم ندوات قطاعية، ومبادرات في مجالات الصناعة الإبداعية، ومنتديات للتواصل المهني.
ويعد هذا الموعد التكنولوجي محطة بارزة على درب ترسيخ موقع المملكة كمنصة رقمية رائدة في إفريقيا، حيث يسلط الضوء على قطاعات تكنولوجية مؤثرة مثل تكنولوجيا التعليم، والزراعة، والصحة، والرياضة، من خلال شراكات استراتيجية تسعى إلى تعزيز اندماج إفريقيا في الاقتصاد الرقمي العالمي.