في خطوة تصعيدية جديدة في الحرب التجارية المتواصلة بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت وزارة التجارة الصينية، مساء يوم الجمعة، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 34 في المائة على جميع الواردات القادمة من الولايات المتحدة، وذلك ابتداءً من يوم 10 أبريل الجاري، كرد مباشر على الرسوم الجمركية الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد بكين.
وقالت الوزارة إن هذه الخطوة تأتي رداً على الرسوم “المتبادلة” التي فرضتها واشنطن على الصادرات الصينية، والتي بلغت أيضاً 34 في المائة، إضافة إلى رسوم أخرى بنسبة 20 في المائة تم فرضها خلال شهري فبراير ومارس.
كما أعلنت الصين عن إدراج 27 شركة أمريكية جديدة ضمن قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات التجارية أو لضوابط التصدير، منها 16 شركة ممنوعة من تصدير السلع “ذات الاستخدام المزدوج” – أي تلك القابلة للاستعمال المدني والعسكري – مثل شركة “هاي بوينت أيروتكنولوجيز” الدفاعية، وشركة “يونيفرسال لوجيستكس” للنقل واللوجيستيك.
وشملت القائمة أيضا 11 شركة أخرى أدرجت ضمن لائحة “الكيانات غير الموثوقة”، بينها شركة صناعة الطائرات المسيرة “سكايديو”، وذلك في إطار إجراءات الصين لحماية أمنها الاقتصادي والتجاري.
وعلى مستوى الموارد، قررت بكين تشديد القيود على تصدير سبعة عناصر نادرة تُستخدم في الصناعات عالية التقنية، مثل رقائق المعلوميات وبطاريات السيارات الكهربائية، ما قد يؤثر على سلاسل التوريد العالمية في هذا القطاع الحساس.
وفي رد قانوني على القرار الأمريكي، قدمت الصين شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية، متهمة واشنطن بانتهاك قواعد النظام التجاري المتعدد الأطراف وتقويض استقرار الاقتصاد العالمي. وأكدت وزارة التجارة الصينية أن “الرسوم الأمريكية تعد ممارسة أحادية تعرض النظام التجاري والاقتصادي العالمي للخطر، وتُخالف التزامات الولايات المتحدة داخل المنظمة”.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن من البيت الأبيض عن حزمة رسوم جمركية واسعة شملت تقريبا معظم دول العالم، واصفا هذا اليوم بـ”يوم التحرير الاقتصادي”، وهو ما أثار موجة رفض دولي، شملت الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، وأستراليا، وكندا، إلى جانب عدد من الدول الأخرى.
وشملت الرسوم الأمريكية الجديدة نحو 200 دولة وإقليم، بنسبة تراوحت بين 10% و49%. أما الدول العربية، فقد تفاوتت الرسوم المفروضة عليها، حيث تصدرت سوريا القائمة بـ41%، تلتها العراق بـ39%، وليبيا بـ31%، والجزائر بـ30%، بينما فرضت واشنطن رسوما بنسبة 10% على دول أخرى بينها المغرب، مصر، السعودية، الإمارات، قطر، والكويت.
وقد أثار هذا التصعيد الجمركي مخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة، خاصة في ظل تحضير عدد من الدول لاتخاذ إجراءات مماثلة، الأمر الذي ينذر بتداعيات اقتصادية واسعة على الاقتصاد العالمي.
