اقتصاد

في أفق ‘كوب 30’.. وزراء الفلاحة الأفارقة يناقشون الأمن الغذائي والمرونة المناخية

في إطار فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي تحتضنه مدينة مكناس، شكل موضوع “الفلاحة الغابوية” محور اهتمام الدورة الخامسة من المؤتمر الوزاري السنوي لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية (AAA)، حيث تدارس وزراء الفلاحة من مختلف الدول الإفريقية آفاق هذه الممارسة الزراعية في تعزيز الأمن الغذائي والمرونة المناخية، استعداداً لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) المقرر عقده بالبرازيل.

وخلال جلسة علمية، تناول المشاركون موضوع “الفلاحة الغابوية في خدمة الأمن الغذائي والمرونة المناخية بإفريقيا: ربط العلم بالسياسات”، وأفضت المداولات إلى إعداد وثيقة مرجعية لدعم موقف الدول الإفريقية في المفاوضات المناخية الدولية.

وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بصفته رئيس المبادرة، أن إفريقيا تمتلك ورقة مهمة في المؤتمر المناخي المقبل، مشددا على ضرورة إيصال صوت القارة وتوضيح أولوياتها من أجل حلول عادلة وطموحة. واستعرض أرقاماً مقلقة تفيد بأن درجة حرارة إفريقيا ترتفع بوتيرة أسرع من المعدل العالمي، مما يفاقم الجفاف ويهدد الأمن الغذائي.

وأشار الوزير إلى أن مبادرة التكييف الزراعي الإفريقية التي أطلقها الملك محمد السادس تمثل “استجابة طموحة” لمواجهة تحديات التغير المناخي، مضيفاً أن المبادرة تسعى إلى توحيد الجهود الحكومية والعلمية والتمويلية لتعزيز الزراعة القادرة على التأقلم مع المناخ.

وأكد أن الفلاحة الغابوية تعد رافعة استراتيجية وليست مجرد تقنية، لما لها من دور في حماية التربة والمياه، وخلق فرص الشغل، وتوليد الدخل. واعتبر أن هذه الممارسة، إلى جانب مبادرات مثل “السور الأخضر العظيم” و”AFR100″، تعكس تحالفاً واعداً بين الطبيعة والزراعة لتحقيق التنمية القروية.

وتوقع الوزير أن تشهد القارة بحلول عام 2040 ظهور نموذج زراعي جديد يرتكز على الذكاء البيئي، والعدالة الاقتصادية، والسيادة الغذائية.

من جانبه، سلط المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) الضوء على التقاطع بين التكنولوجيا والاستدامة، مبرزاً أهمية الذكاء الاصطناعي في تحسين أداء الزراعة وتوفير حلول دقيقة تساعد المزارعين على مواجهة التحديات المناخية والمائية.

وأوضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تتيح التنبؤ بالطقس، وتحسين استخدام الموارد، وتمكين المزارعين من اتخاذ قرارات مبنية على معطيات واقعية، ما يعزز من مرونة المنظومة الزراعية.

وشارك في النقاش وزراء فلاحة من مختلف الدول الإفريقية، إلى جانب ممثلي مؤسسات مالية وتنموية وخبراء وباحثين، حيث شدد محمد فكرات، رئيس مجلس إدارة مجموعة القرض الفلاحي، على ضرورة تيسير آليات التمويل من أجل ضمان استدامة الفلاحة الغابوية وتعزيز قدرتها على مقاومة التغيرات المناخية.

ويسعى المؤتمر الوزاري إلى بلورة رؤية إفريقية موحدة تُعزز مكانة الفلاحة الغابوية كآلية حاسمة لمواجهة التغيرات المناخية، وتأمين الأمن الغذائي، وجذب التمويلات المناخية المستحقة. كما يشكل منصة استراتيجية لتنسيق الجهود وتحديد التوجهات الكبرى لقارة تواجه تحديات بيئية واقتصادية متصاعدة.

 

ويعد هذا اللقاء الإفريقي السنوي، المنعقد ضمن فعاليات “سيام”، محطة بارزة لتبادل التجارب والخبرات، وتنسيق الجهود القارية تمهيداً لمشاركة فعالة وموحدة في مؤتمر “كوب 30”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى