اضطر سكان دوار بتاغية زاوية أحنصال بإقليم أزيلال إلى نقل أحد المرضى على نعش خشبي عبر المسالك الجبلية الوعرة، بعدما تسببت عاصفة رعدية قوية في انقطاع الطريق وعزل المنطقة عن باقي المراكز الحضرية.
الحادثة تعكس بشكل واضح حجم المعاناة اليومية التي تعيشها ساكنة الجبال، خاصة مع غياب البنية التحتية الكفيلة بضمان حقهم في التنقل والولوج إلى الخدمات الصحية. فكل اضطراب مناخي يتحول إلى كابوس حقيقي يضاعف هشاشة المنطقة، ويكشف عن الفجوة الكبيرة بين واقع القرى الجبلية ومتطلبات التنمية.
وبحسب شهادات محلية، فإن مثل هذه المشاهد ليست جديدة، بل تتكرر باستمرار كلما ضربت العواصف أو تساقطت الأمطار، في غياب تدخلات استعجالية من الجهات المعنية. الساكنة طالبت مرارا وزارة التجهيز والماء بضرورة برمجة مشاريع لتأهيل الطرق والمسالك الجبلية، وضمان ربطها الدائم بمراكز الخدمات الحيوية.
إن معاناة ساكنة أزيلال تعيد إلى الواجهة النقاش حول العدالة المجالية، وحق المواطنين في الصحة والنقل كما ينص عليه دستور المملكة. فالمشهد المؤلم لنقل مريض على نعش خشبي يعكس بشكل صارخ إقصاء غير مقبول لآلاف الأسر التي لا تزال محاصرة بالعزلة والتهميش.
اكتشفوا تقارير وتحليلات مشابهة في قسم المجتمع والتنمية القروية على موقعنا almashhad24.ma، وابقوا على اطلاع دائم عبر مصادرنا الموثوقة.
